سرّ تكرار الصلاة في اليوم خمس مرات

جعل الله تبارك وتعالى الصلاة على المؤمنين كتابًا موقوتًا أي فرضًا لها وقت، وأمر الله عزّ وجلّ عباده بإقامة الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة يتطهّر بها المسلم من غفلات قلبه وأدران خطاياه، قال الله تعالى:" وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون" سورة العنكبوت ءاية 45.

وقد مثّل النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في حديثه الشريف فقال عليه الصلاة والسلام يومًا لأصحابه: أرأيتم لو أنّ نهرًا على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شىء،_ أي وسخه_ قالوا: لا يبقى من درنه شىء، قال عليه الصلاة والسلام " فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا" متفق عليه.

وقليل من الناس من يمر عليه يوم من غير أن يقع في الخطايا والذنوب.
وفي أداء الصلاة كل يوم خمس مرات فرصة يتوب المؤمن المخطىء فيها إلى رشده ويفيق المغرور من سُباته فيرجع هذا المخطىء فيها إلى طاعة ربه يرجو عفوه ورضاه.

ويُصوّر الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه _كوسيلة للتوضيح_ عمل الصلاة في الخطايا التي تبدر من الإنسان في صباحه ومسائه، فيروي لنا عنه الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه : أنه كان معه صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فأخذ منها غصنًا يابسًا فهزّه حتى تَحاتّ ورقه_ أي تساقط_ ثم قال: يا سلمان إلا تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله! قال عليه الصلاة والسلام إنّ المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلّى الصلوات الخمس تحاتّت خطاياه كما تحاتّ هذا الورق، ثم تلا صلى الله عليه وسلم الآية الكريمة:" وأقِم الصلاة طرفي النهار وزُلفًا من الليل إنّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين" سورة هود ءاية 114. رواه الإمام أحمد والنسائي والطبراني