امتحان مادة الانشاء

امتحان مادة الانشاء

كتب ملقاه في فناء المدرسه واخرى متراكمه على زاويه هناك قرب القاعه اوراق مبعثره على الارض تشكو غدر الزمان!

وتجمعات كثيفه لطالبات الثانويه العامة قرب البوابه الرئيسيه للمدرسه الوجوم يسطر المكان اصوات التمتمات تدوي لاتفهم للغزها حلا او معنى

هنا طالبه تلهج بالدعاء تسأل الله النجاح واخرى تبكي لانها اضاعت رقم الجلوس وثالثه تبحث عن معنى كلمه في المعجم ولا اظنها قد وجدتها حتى الان ليس امتحانا في الرياضيات او التاريخ او الفلسفه الامر ابسط بكثير انه امتحان في مادة الانشاء

تاملت هذا الجو الضبابي وتبسمت بسخريه عندما رأيت القلق والوجوم يزدادان داخل القاعه قلت في نفسي لم كل هذا التوتر والجو المشحون الامتحان لمادة التعبير وهل هناك ماده اسهل وامتع منها

ياللطالبات كم يهولن الامور انهن يصنعن القلق بإيديهن دون داع وما الانشاء الا تعبير عن رأيك في كل شيء تراه وتلمسه من حولك ومالانشاء الاشيء يشبه ثرثراتهن خارج القاعه وماذا يختلف ان كن يتحدثن عن الازياء مثلا او يتحدثن عن النظام والنظافه

غير ان شكل القاعه يوحي بالرهبه والورقه الامتحانيه المرفقه بختم المدرسه يزيد القلب اضطرابا وتباعد الاماكن يوحي بالوحده والسكون يوحي بالخوف فلعل الاوراق تأتي بشيء من ربيع اتوسمه فيها بدلا من ان تنتقل الي عدوى القلق فأضطرب

ايقظني من سبات افكاري وخز خفيف على ظهري التفت الى الوراء فإذا هي زميلتي بقلمها تزيد سخطي على الامتحان كلما صوبته تجاهي وتناديني بذعر غششييني ارجوك تبسمت لها ابتسامه صفراء وادرت ظهري عنها بصمت احاول اخفاء غضبي كيف اعطيها افكارا عجنتها بنبض قلبي وخبايا روحي

الا تدرك ان التعبير هو اولا واخيرا رسم للشخصيه والفكر وابعادهما كيف ترضى على نفسها ان تسطر فكرا مغشوشا وشخصيه مكرره في غيرها 00 رحماك ربي00 جلست بصمت انتظر قدوم ورقتي العزيزه ولم يطل انتظاري وزعت الاوراق علينا وتلقفتها بشوق وكلي لهفه لكي اقتحم فراغ ورقتي بتوهج فكري وفاجأني السؤال التالي 00

اختاري بين موضوعين الاول الشجره 00 اه كم اكره ان اتحدث عن الشجره بصيغه انشائيه !! لم اتوقع موضوعا كهذا احب الاشجار في الطبيعه 0 نعم لكنني امقتها على الورق لم هذا الموضوع بحثت في مخزوني عن شجرة صغيره فلم اجد وكأن اعصارا هب على ذاكرتي فاقتلع كل الاشجار الكبيره والصغيره وحتى نباتات الزينه غادرت السؤال الاول كالمذعوره ابحث عن السؤال الثاني 00 هاهو

كم هو رائع لا شك وانني سأبدع ( المعلم) منذ طفولتي وانا اكتب عنه ولا امل افتتح موضوعي بقوله تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) واضمن موضوعي قول الشاعر

قل للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا

واختمه بقوله تعالى( وقل ربي زدني علما) الامر بسيط جدا 00 باشرت بالكتابه وبذلت في ذلك كل مخزوني حتى انهكت عقلي واستهلكت معظم وقتي 00 وكلي اعجاب بقلمي الفذ وروعة بياني وتعبيري ! وضعت نقطه في نهاية الموضوع ورغبت في استهلاك الوقت المتبقي 00 فخطرت ببالي وصايا والدتي في الصباح فأردت ان اكون بارة بها وان اسمع وصاياها فأطبقها 00 كانت الوصية الاولى تلاوة شيء من القران وقد فعلت

والثانيه كانت ان اقرأ السؤال مرتين وما ان وقعت عيني للمره الثانيه على الورقه حتى بدأ العرق يتصبب من جبيني والرعشه تسيطر على جسدي وكأن شيئا من الحمى قد انتابني 00 كيف؟ كيف لم انتبه؟ الموضوع هو رساله رساله للمعلم وليس موضوعا عنه؟ ماذا سوف افعل ؟هل اطلب ورقه جديده ام انسحب ؟

الوقت يتداركني سوف احاول ان اعدل بعض العبارات على هيئة رساله تبدأ بالبسمله والتحيه والاشواق000 ترى من اين سآتي بالاشواق والعواطف واي الهام سوف يأتيني وقد نفذت كل مشاعري مع انتهاء الوقت ! استعنت بالله وكان وجه معلمتي يلوح امام ناظري يمطرني بجميل العبارات لعلاقه ملؤها الود والاحترام 00 وتدفقت الكلمات الدافئه على السطور فكانت كالغيث يسقي ارضها العطشى وملأت فراغات تبقت في الورقه حتى انتهت الرساله مع انتهاء اللحظه الاخيره للوقت

سلمت الورقه ومعها اسلمت امري الى الله ومضيت في طريقي لم انتظر علامه جيده من موضوع مرقع كثوب قديم ولكن00 ماكان بوسعي سوى انتظار النتيجه00 يوم تسلم النتائج كانت الوجوه فرحه والبسمات تملأ المكان وانتشرت الفتيات كورود الربيع يبادلن بعضهن البعض التهاني الحاره وكانت الاضواء مسلطه علي ولم ادر مالنتيجه !

كنت خائفه بعض الشيء اسابق الجموع لاحصل على الورقه فتحت نتيجتي فارتاح قلبي وافتر ثغري عن بسمة رضا 00 لقد كانت كل العلامات رائعه في كل المواد كما حسبتها وتوقعتها بالضبط الا مادة الانشاء ؟ فقد غيرت علامتي كل توقعاتي ومفاهيمي في الحياه ! لايمكن ابدا ان يحدث هذا ! وفي هذه الماده بالذات ! مستحيل00 ولكنه تحقق!

لا بد ان المصححه قد سمعت انين قلمي وبوح اشواقي لا بد انها قد قرأت ارتعاش يدي وبكاء القلم على الورقه 00 لابد وانها قد خرقت طبلة اذنها نبضات قلبي المضطربه لذلك لم تطاوعها يدها على انا تكتب لي اقل من 00 العلامه الكامله 00 وقد حصلت عليها بجداره

خرجت من المدرسه اجفف بقايا خوف تراكم على قلبي وابتسم لكل زميلات صفي بسمة بيضاء بلون الرايه التي يرفعا الجنود لوقوف المعركه!وقد فعلت!

منقووووووووووووووول بتصرف

مشكوووووووووووره