كان البرد شديدا جدا والثلج يتساقط في تلك الامسية اخر امسية لاخر يوم من السنة وفي ذلك البرد القارس والظلام الشديد كانت طفلة تجوب الشوارع مكشوفة الراس حافية القدمين
انها لم تكن حافية حينما غادرت بيتها لقد كان في قدميها حذاءان قديمان ولكنهما لم يكونا يفيدانها كانا في الاصل حذاءان لوالدتها وكانا واسعين ممزقين ولذلك سقطا من قدميها بينما
بينما كانت تعبر الشارع بسرعة لتتجنب الوقوع بين عربتين كانتا تصطدمان وعادت تبحث عنهما فوجدتهما قد اختفيا**..
وكان في جيبها علب الكبريت ولم تكن تجرؤ على العودة الى البيت بعلب الكبريت التي لم تبع منها شيئاخوفا من ضرب ابيها لها **..
وكانت يداها الصغيرتان تتيبسان من شدة البرد وتذكرت علب الكبريت وما فيهما من دفئ فتناولت عودا واشعلته كان ضوئا جميلا يبعث الحرارة وكان اشيه بشمعة صغيرة وبعث شعلة الدفئ
في اليدين الصغيرتين المتجمدتين وخيل اليها والضوء يتراقص بين يديها انها جالسة بجانب مدفاة حديدية ذات غطاء برونزي لامع والنار تشتعل فيها متصلة هادئة واخذت الطفلة تمد ساقيها
لينالهما الدفئ ايضا لكن الشعلة انطفات واختفت المدفاة الحديدية الكبيرة التي تراءت في خيال الطفلة الساذج ووجدت نفسها وليس في يديها غير عود الكبريت المحترق فاشعلت عودا
اخر وتراءت لها جدتها العجوز بطيبتها وحنانها وقالت لجدتها انتظري يا جدتي اعلم انكي لن تعودي فاشعلت جميع ما في العلبة فرات جدتها مرة اخرى **.
فمدت يديها فحملتها جدتها الى السماء حيث لا جوع ولا عطش وطلع الصباح على هذا الركن من الشارع فراى المارة طفلة موردة الخدين على شفتيها ابتسامة وقد ماتت من شدة البرد
ماتت في هذه اليلة الاخيرة من العام وعلب الكبريت فرغت منها واحدة فقط وقال العابرون: لقد كانت المسكينة تحاول ان تستدفئ ...... ولكن لم يكن فيهم ما رات الطفلة وهي تشعل
الثفاب من بعد الثقاب***************************************تحياتي*************************************
*****************************************************اميرة الاحساس***************************
ارجو ان تنال اعجابكم