عندما تأبي الدمووع السيلان ...
تتمزق أحشاؤك .. ينفطر قلبك .. تدمي جوارحك ..
دون أن تتجاوب عيناك .. دون أن تبدي أي نواح أو عويل ..
تشتعل نار بداخلك ولا تطفئ الدموع لهب روحك ..
تحس الألم أقوى وجرحه أعمق وعمره طويل ..
عندمــا تحـزن بصمت
تعيش طي الكتمان .. تفتقر إلى بعض خصائص الإنسان ..
إلى لحظات الضعف والبكاء والدمع الحزين ..
تشتاق إلى ابتلال عينيك بالعبرات .. وتحن بقوة إلى النسيان ..
تعيش بينك وبين نفسك الحياة .. لا تشارك العالم هذا الانين ..
تحرق قلبك دون رحمة وتتمنى له الإطفاء .. كقطعة ثلج داخل النيران
لكن عيناك تعصي الأوامر وتضحي بقلبك لتخفي دمعكـ المسكين ..
عندمــا تحــزن بصمت ...
في نفسك شخص ينوح .. عبراته أنهار .. بحزنه يصيحـ ..
صرخته تخترق الفضاء .. وتكسر صمت الكون الفسيحـ ..
هكذا يكون بالنسبة له الوضع المريحـ ..
أن يكون حزنه واضحا صريحـ ..
أما ظاهره فشخص بائس مسكين ..
يملأ قلبه الألم والأنين .. ويسكنه جرح مكين ..
ترى في عينيه شقاء الزمان ..
ودمعه جففه كثر البؤس والأحزان ..
يعتصر عينيه فيخرج الدم منها وتأبى الدموع السيلان..