الإمام الألباني
الوقوف على رؤوس الآي--------------------------------------------------------------------------------
( ثم يقرأ (الفاتحة) ويقطعها آية آية: (بسم الله الرحمن الرحيم)، [ ثم يقف، ثم يقول: ] (الحمد لله رب العالمين)، [ ثم يقف، ثم يقول: ] (الرحمن الرحيم)، [ ثم يقف، ثم يقول: ] (مالك يوم الدين)، وهكذا إلى آخر السورة، وكذلك كانت قراءته كلها، يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها وكان تارة يقرؤها: (ملك يوم الدين).
وعلي هذا كان أبو داود والسهمي (64-65) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وهو مخرج في((الإرواء)) (343) ورواه أبو عمرو الداني في ((المكتفي)) (2/5) وقال:
((ولهذا الحديث طرق كثيرة، وهو أصل في هذا الباب)) ثم قال: (( وكان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع علي الآيات؛ وإن تعلق بعضهن ببعض)).
قلت -أي الألباني- : وهذه سنة أعرض عنها جمهور القراء في هذه الأزمان فضلا عن غيرهم".اهـ
أقول: نستفيد من هذا ما يلي:
1- السنة في في قراءة القرآن الوقوف على رؤوس الآي.
2- تقف على رؤوس الآي وإن تعلقت ببعضها البعض في المعنى وغيره.
3- أكَّد على هذا المعنى وهذا الفهم من هذا الحديث الزهري كما ذكر ابن القيم، وأكد عليه البيهقي وأبو داود والسهمي كما هو بالداني صاحب المكتفى، ومن ثم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ثم الألباني من المعاصرين في كتابه صفة الصلاة، وغيرهم الكثير من أهل العلم والفضل، وهذه دعوة من الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- لإحياء هذه السنة، فنحن نجد في بعض المساجد أئمة قد فاتهم هذا حتى في قراءة سورة الفاتحة التي ورد النص صريحاً عن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- في كيفية تلاوتها، فتجدهم يصلون الآي ببعضها البعض، بل يكاد بعضهم يقرأها بنفس واحد، والله المستعان.
وهذا واضح مستنبط من حديث أمِّ سلمة -رضي الله عنها- أيضاً:
عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقطع قراءته . . .))(حاشية صحيح سنن ترمذي كتاب القراءات 2927)، وورد في صحيح سنن أبي داود للألباني -رحمه الله- عن أم سلمة قالت: ((قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين} يقطع قراءته آية آية))( صحيح سنن أبي داود كتاب الحروف والقراءات الحديث رقم 4001).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى الجزء الرابع ص 418: " وقوف القارئ على رؤوس الآيات سنة وإن كانت الآية الثانية متعلقة بالأولى تعلق الصفة بالموصوف أو غير ذلك" اهـ.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في زاد المعاد الجزء الأول الصفحة 337 : " وكان يقطع قراءته ويقف عند كل آية؛ فيقول: الحمد لله رب العالمين، ويقف؛ الرحمن الرحيم، ويقف؛ مالك يوم الدين.
وذكر الزهري أن قراءة رسول الله كانت آية آية؛ وهذا هو الأفضل، الوقوف على رؤوس الآيات وإن تعلقت بما بعدها.
وذهب بعض القراء إلى تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها؛ واتباع هدي النبي وسنته أولى.
وممن ذكر ذلك البيهقي في شعب الإيمان وغيره ورجح الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها" انتهى كلام ابن القيم -رحمه الله-.
بتعليق الشيخ الدكتور محمد بن موسى آل نصر - حفظه الله