السلام عليكم
كيف الحااااااال
امهم ننطلق على الموضوع
أبله نوره يا عيوني !
كم رددنا تلك الأنشودة اللطيفة ونحن صغاراً
مع تغيير اسم المعلمة طبعاً بحسب أسماء معلماتنا الفاضلات ،
ولم يكن ترديدنا لها لكثرة ما نسمعها بل لأننا نستشعر كلماتها
فنحن ننشدها لأبلتنا الغالية التي هي بالفعل كعيوننا التي نرى بها !!
كان هذا منذ زمن ليس بالبعيد
عندما كان للمعلمة احترامها وبالذات من كانت سعودية
وهذا ليس تقليلاً من شأن الجنسيات الأخرى ولكن لندرة وجود المعلمة السعودية نسبياً
في ذلك الوقت إذا ما قورنت ببقية المعلمات العربيات ،
وذلك لعدة أسباب منها :
أن الفتيات في الغالب قد لا يتمكنٌ من إكمال تعليمهن بسبب الزواج في سن مبكرة،
أو بسبب بُعد الكليات وندرتها في بعض المناطق ولأسباب أخرى عديدة ..
لذلك كنا نحترم تلك الفتاة التي كافحت لتصبح مُعلمة وننظر إليها بإعجاب وتقدير
حتى أننا نشير لمنزل عائلتها إن كانت في الجوار بكل فخر قائلين :
هذا بيت أبله فلانة !
ونتساءل بعفوية يا ترى كيف تقضي مُعلمتنا الغالية وقتها؟!
وماذا تأكل ؟! وكيف تتحدث مع أهلها ؟!
وكأنها في نظرنا ملكة متوجة أو شخصية مميزة ومشهورة ..
بل أننا كنا نتفاخر بوجود منزل إحدى المعلمات بالقُرب منا
ولو كان في أطراف الحي ،ونراه رغم تواضعه قصراً مشيداً ..!
فقد كانت هيبته من هيبة تلك المعلمة ،
حتى أننا لا نقترب منه كثيراً احتراما لها ولمكانتها الكبيرة لدينا ،
وفي ذلك الوقت...
كانت المٌعلمة تحصل على ما تستحقه من الاحترام والتقدير،
ربما لأنها كانت تٌقدِر المكانة التي وصلت إليها وتستوعب الرسالة التي تحملها ،
وتأمل أن تكون بمستواها ، فتُقدم لطالباتها الكثير من الجُهد والإخلاص ،
وهي مقتنعة تماماً أنهن يستحققن ذلك العناء ويقدِرن لها تعبها وما تبذله من اجلهن،
أما الآن فقد تغيرت الأحوال ....
وأصبحن المعلمات أو من يحملن مؤهل معلمة أكثر من الطالبات أنفسهن،
وتقارب السن والشكل بين الطالبات والمعلمات بسبب ..
..كسل بعض الطالبات وإهمالهن وبقاءهن بمسمى طالبة أكثر مما ينبغي ،
..واستهتار بعض المعلمات بمظهرهن الخارجي وحرصهن على أن يظهرن
في سن المراهقات بما يلبسنه من ملابس وما يضعنه من إكسسوارات،
وأصبحت المُعلمة الأكثر اضطهادا بين أفراد المجتمع
.. فهي تقضي وقتاً طويلاً حتى يصدر تعيينها بعد أن تفقد حماسها لتلك الوظيفة
وتقبلها لمجرد أنها تجدها حق من حقوقها !
ثم يأتي الزوج الذي يبني حياته معها بناءً على ما تقدمه من مالها لمساعدته
إلا من رحم الله فتجده يحملها مسئولية وأعباءً قد يعجز عن حملها الرجل !
ويجد أن ذلك بديلاً مناسباً عن ذلك الوقت والجهد
الذي تقدمه زوجته لوظيفتها وهو الأحق به وكأنه يعاقبها على تحقيقها
لحلمها وطموحها الذي بذلت الكثير من الجهد للوصول إليه،
ثم إنه قد يتخلى عنها لأتفه الأسباب ومبرره العقيم أنها تتعالى عليه بوظيفتها
متناسياً جميع ما قدمته له تلك الوظيفة !
بالإضافة إلى ماسبق ...
نجد الجميع تقريباً يأملون في الحصول على نصيبهم من تلك الغنيمة،
فالأهل يطمعون بمساعدة مالية من أبنتهم التي وقفوا إلى جانبها
لتصل إلى ما وصلت إليه !
وأقاربها يضعونها تحت المجهر ليروا ماذا حل بها من تغيير لمظهرها
وجوهرها بعد أن أصبحت معلمة!!
كما أنهم يأملون أن لا تحضر مناسباتهم إلا بهدايا تليق بمكانتها
وما تحصل عليه آخر كل شهر !!
وجاراتها لا يفوتن مناسبة أو زيارة إلا ويذكرونها فهي قاطعة للجيران
وهذا بنظرهن ليس له تفسير إلا أنها متكبرة ومغرورة لكونها معلمة !
فيال هذه المعلمة كم تواجه من ضغوط !!
لذلك على المعلمة أن تقف مع نفسها وقفة جادة
حتى لا ينتهي بها الأمر بعد كل تلك الضغوط والتحديات
وقد خسرت أجمل سنين حياتها مقابل لاشيء..!
فوظيفة المعلمة تتجاوز كونها مجرد مصدر ثابت للدخل من خلال
تلقين الطالبات مناهج محددة إلى ما هو اكبر من ذلك بكثير..
فهي تربية شاملة للفتاة وتعديل لسلوكها وغرس للمبادئ
والقيم السامية في نفسها البريئة،
لذلك ينبغي أن تعي المُعلمة رسالتها الحقيقية
فهي تربي الطالبات قبل أن تعلمهن
ولن يتحقق ذلك إلا عندما تصدق النية وتكون قدوةً بذاتها،
من أجل ذلك احتلت وظيفة المعلم المرتبة الثانية بعد عمال المناجم
كأصعب الوظائف في دراسة قام بها بعض الاختصاصيون
لمعرفة أصعب الأعمال التي يقوم بها الشخص في حياته،
" وقفـــــــة "
ما أجمل أن تخرج المعلمة من سلك التعليم وقد أنجزت شيئاً لنفسـها ،
يقول الرافعي رحمه الله " أذا لم تزد شيئاً على الدنيا ،كنت زائداً عليها "
لا أعني بذلك المنزل الفاخر أو السيارة الجديدة !!
بل قلوباً مُحبةً تدعو لها كلما ذكرتها وتقتدي بها في الأخلاق والتعامل ،
وتطبق ما تعلمته منها على الأجيال اللاحقة ،
فهذا هو الإنجاز الحقيقي
الذي ستجد المعلمة الصادقة ثَمرته في الدنيا والآخرة بإذن الله..
تحيتي لكم
مـــحبة القناااص
م
ن
ق
و
ل