أساطير أجدادي...

حكاية السلطان
عن رجل لم يكن له من الدرية الا بنتا واحدة كان يحبها كثيرا ولا يريد ان يراها احد, او يتزوجها احد, لذاك بنى لهاقصبة من الزجاج واسكنها فيها, حتى قوت يومها من فرط حبه لها لم يكن يرضى ان تأكل الا لحوم الغزلان, ولم يكن ان تجهد نفسها في شئ فاحضر لها لها أمة تعولها وترعى شؤنها
اثناء احدى وجباتها , وبينما كانت تلوك عظام الغزلان بعد ان التهمت اللحم خطر لها ان تطوح العظم بعيدا لكن العظم اصطدم بجدار القصبة الزجاجي فأحدث فيها كوة , نهضت لكي تطل من تلك الكوةالتي احدثها العظم , فابصرت السلطان يتبختر في حديقته بثيابه الحريرية فضربت فيه عينها , كيف ان تجد السبيل لتلحق به؟
استولت هذه الفكرة عليها مما دعاها ان تبوح لجاريتها بالحكايةثم طلبت منها التدبير والمعونة لكي تلحق بالسلطان لكن الجارية تهيبت من الامر قائلة : سيدتي ربما فطنا بنا
كان حماس الصبية ملتهبا, وقد تغلب حماسها على مخاوف جاريتها حين قاطعتها قائلة: ها انا قد وجدت خلاصا , ضعيني في صندوق وخديني للسلطان وقولي له ان يحتفظ بهذا الصندوق لانه شغل حيزا كبير ا وليس لي مكان اضعه فيه
ما ان اهتدت الصبية للفكرة اسرعت في تنفيدها
ذهبت فلبست (حوليا)حرير , ووضعت خلخال في رجلها , وكانت تتمتع بشعر ناعم وطويل جدا
ثم دخلت الصندوق واقفلت على نفسها , اخدت الجارية الصندوق الى السلطان وقالت له:
سيدي السلطان اسمح لي ان ابقى عندك هذا الصندوق لمدة ثلاثة ايام ثم استرجعه
وافق السلطان ثم قام ووضع الصندوق في مخدعه وتركه

يتابع ـــــــــ)

ليلا
بينما كان السلطان مستغرقا في سباته العميق, فتحت الصبية صندوقها وخرجت اليه جميلة كأنها ظبية, ثم طفقت تلعب معه حتى خارت قواه وغلب عليه النعاس, بعدئد رجعت الى الصندوق واغلقته على نفسها.
وفي الصباح استيقظ السلطان لم يجدها بجانيه , فحزن حزنا شديدا ومرض حتى اوشك على الموت, من شدة الكمد, لقد ظنها حورية من حوريات الاخرة, وليست من حوريات الدنيا
بداء الناس يتقاطرون على بيت السلطان لزيارته, وهم يتصايحون : لقد مرض السلطان , لقد مرض السلطان, اخر الزائرين لم يكن سوى (عجوز الحيلة) ,
اعاد السلطان سرد حكايته للعجوز ,فيما كانت الصبية تسمع لكل ما يدور بينهما من حوار
قالت العجوز بعد ما استمعت الى السلطان: يا بني المثل هذه الاشياء البسيطة تمرض وتحتار؟
انها ابنة الدنيا, وليست ابنة الاخرة.
فقال السلطان: مالحيلة اذا؟
قالت: يا بني اذا ما عادت اليك الليلة خد خصلة شعرها واربطها بدراعك حتى لا تهرب منك
ما ان خيم الظلام الليلة التانية واستغرق السلطان كعادته في السبات, حتى خرجت اليه جميلة متألقة كما الليلة السابقة, طفقا يلعبان .. يلعبان متى وجد السلطان نفسه على وشك النوم
فقام واخد خصلات شعرها وربطها على دراعه ,تركته الصبية حتى استغرق في النوم ثم قامت وقطعت شعرها وعادت للصندوق.
حينما استيقظ السلطان في الصباح وجد نصف ذلك الشعر مربوط في دراعه
احتار وقال : يالا عجائب الدنيا, اين ذهبت؟ ولكن ما لبت ان رجعت تللك العجوز اليه فبادرها القول
ايتها الخالة لقد فعلت كل ما اشرت به , غير انني لم اظفر الا بنصف شعرها
ردت عليه العجوز قائلة: يا بني الليلة حينما تشعر بالنعاس قم وادخل رجلك في خلخالها
فيما كانت الصبية تستمع اليهما من داخل الصندوق..............................

هذه هي الليلة الثالثة كان السلطان نائما حين خرجت اليه فطفقا يلعبان ويتسليان ببعضهما , وحينما راود النعاس جفون السلطان قام وادخل رجله خلخالها , دعته الصبية يفعل دلك
حتى استغرق في النوم ,قامت وكسرت خلخالها نصفين , نصف تركته , اخدت النصف الاخر معها
ثم رجعت الى صندوقها كالعادة
وفي الصباح قام السلطان من نومه فلم يجدها, ولدهشته نصف الخلخال باقيا في رجله , احتار
وقال: يا عجايب , حقا انها ابنت الدنيا
وحين رجعت العجوز لزيارته بادرها قائلا: ايتها الخالة لقد فعلت كل ما امرتني به ولم اظفر الا بنصف خلخالها
قالت العجوز: الم اقل لك يابني لا تخف؟ انها ابنت الدنيا
الليلة اذا خرجت اليك ضع الى جانبك فنجان من الزعفران خد طرفا من حوليها وضعه في الفنجان
لكي تتعرف عليها اذا ما هربت للمكان الذي لجأت اليه
وكالعادة الصبية كانت تستمع الى كل مايدور بين السلطان وعجوز الحيلة
هذه الليلة ايضا خرجت اليه , بقيا يلعبان ويتصارعان وحينما اصبح السلطان يشعر بالنوم , وقد اعياه اللعب والصراع, واخد يداعب جفنيه عمل بما اوصته عجوز الحيلة
بعد ان استغرق السلطان في النوم وعلا شخيره قامت وقطعت ثوبها المغموس في الزعفران , وعادت الى الصندوق
صباح اليوم التالي قام السلطان من فراشه لكنه لم يجد سوى بقايا ثوبها الملطخ بالزعفران, احتار السلطان واستغرب واستعجب مرة اخرى وفي نفس اليوم رجعت الجارية لكي تسترجع صندوقها
وقالت له : شكرا يا سيدي اريد ان استرجع الامانة
فتناولتها في الحال وخرجت , ومنذ ذلك اليوم لم يعد يراها

قريباً الجزء 2