إلى كل من يهمه الأمر

يخفق القلب من العبء ويطلب المعين .. باشتكي وادري الشاكي لغير الله ذليل .
شيء ما يختبئ في صدري .. شيء ما يضايقني .. شيء ما من كل شيء يحرمني .. شيء ما يسكنني ولا يرحمني .. شيء ما يشغل على الدوام تفكيري .. حقيقة لم اعرف كيف ابدأ الحديث ..
فأنا بحاجة لتفريغ جزء من الهموم التي تملأ كياني بعدما اجهضت ملامح الانوثة وامتزج بداخلي الالم ومن جرب الالم كما جربته انا .. ولا تستغرب اني تجرعت كؤوس الألم بكامل ارادتي ..
فإلى كل من يهمه أمري .. فإلى كل من لا يهمه أمري .. سأكتب سأقول وعليهم ان يسمعوا صرختي علهم يستيقظون من سباتهم .. ومع هذا سيكون تحركهم جاء متأخرا كثيرا .. ومع هذا اقل ما سيكون انهم عرفوا الحقيقة وان لم يصدقوا فهم أحرار ..
وان اردتم هويتي في البداية فهذه أنا :
انا تمثال للحزن ومرآة للوهم واليأس ..
انا شمعة اذابتها نار الأحزان وكوتها جمرات الألم ..
انا من لبست ثوب الكآبة ودفنت ذكرياتها الجميلة وقتلت السعادة في داخلها ..
انا من اسكنت الحزن في دمي وشراييني ..
انا من احتلت في عيني نظرات الاحزان ..
انا نسمة هواء تقاذفتها امواج الحياة ..
انا اسطورة حزينة لا اعرف نهايتها ..
انا من استسلمت للدموع وخضعت للأقدار ..
انا من تجرني عربات أحزاني لمصير مجهول ..
انا من ألقـتني تيارات الحياة بين أحضان الكآبة وغربة الايام ..
انا صورة من بقايا انسان
تلاشـت جميع احلامي وآمالي لتقذفني في مستنقع الاحزان .
فلا تتسألون لماذا حروفي بلا عنوان ؟
لا يغلفها سوى السواد .. ولا يحتويها سوى الاحزان .. ارضيتها ظلام وخلفيتها كآبة وضباب .. احرفها بائسة .. كلماتها يائـسة .. جملها ثكلى .. مقاطعها تعبة منهمكة حيرى .. لا ادري ما الجواب ؟ أهي قسوة الزمان ام هجر الأحباب ؟ لا اعلم اذا كنت انا متهمة بالحزن ام أن الحزن متهم بي ..
لكني سأحاول .. ولا اعدكم
أن لا اعجن حروفي بماء الألم كثيرا ..
وان لا انسى رغيف كلماتي فوق نار الحزن طويلا ..
وان لا امنح الحنين دور البطولة في حكاياتي ..
وان اتيح للفرح مساحة اكبر ..
وامنحه فرصة للظهور بين السطور بشكل اوضح ..
إنما تذكروا انها ستكون مجرد محاولة لا تمت للوعد بصلة .. !
ها قد انتهيت من البداية .. ربما كتبت كثيرا ..
لكن أن كانت البداية محاولة فاشلة فأرجو أن تنجح في المرة القادمة .
والآن يا قارئي لا تلمني اذا جاءتك كتاباتي بلا عنوان .. فمن ذا الذي يملك في هذا العالم الفاني مكانا ..
يا قارئي هي نزفات ذاك القلب المصاب الحيران .. اسمعت بنزيف دم له عنوان ..
فقلمي يسطر ما في اعماقي ويسجل ما ينطقه لساني ، فهذه الورقة تتحمل مني الكثير والكثير ..
فإلى متى أظل هكذا ؟ هل أنا السبب ؟؟ هل أكون جافة المشاعر وقاسية القلب ؟
كثيرا ما احدث نفسي وامنحها الامان بأن كل ما يحدث لا يستحق مني دمعة واحدة ولا لحظة أرق ، ولا ساعة فكر ، ولكن ما العمل مع ذاكرتي التي تصر على استدعاء مواقفي المؤلمة والتي مازالت أثارها باقية؟ لتفتح أمامي الأبواب المغلقة من سنين .
أما لحظات السعادة التي مررت بها لا تفكر بزيارتي ولو مرة واحدة .
فكيف لي أن اراقب مشاعري وتصرفاتي وأرصدها ؟
كنت في يوم ما أملك الامل.. صحيح انه بصيص نور ولكنه أمل والسلام ، وكم تعبت من التفكير بضرورة اتخاذ قراري كالعادة إما ابيض أو اسود ؟ اكيد اني سأخرج من هذه الافكار بنتيجة وتمر بي الساعات ثقيلة وانا ادفعها دفعا لتقرر مصيري وسعادتي، لقد رسمت لنفسي الخطوط الرفيعة والعريضة ، الحمراء والخضراء ، وسمحت لنفسي أن تحلم ، حتى ولو لم ترغب ، المهم هي النهاية التي اريد أن اصل اليها بأي ثمن وبأي طريقة ، فقد تعبت وعلي أن اضع حدا لمعاناتي ، سواء رضيت أم أبيت .
وها هي الساعات .. ساعات وانا احاول أن اقنع نفسي وأرضيها لعل الردع يأتي بنتيجة ايجابية فتخضع وتلين ، وفجأة وأنا في ذروة معركتي مع ذاتي تأكدت أن أحلامي تساقطت ورقة ورقة ، وان ألامي تتربص بي وتنتهز الفرصة لتثبت لكياني العنيد حقيقة ضعفي ، فالقرار قد مات قبل أن تكتمل ولادته ، وتهاوت أحلامي قبل بنائها ، لحظتها لا اعرف هل اضحك ام ابكي ، ولم اكن اميز بين حواسي وانفعالاتي وكأني جماد له ارجل يمشي بها ، لا يتكلم أو يسمع وليس له أي ردة فعل ، كل ما اعرفه اني شعرت بتوقف احساسي عن الزمن .. حقا ، شعور مخيف انقلبت فيه اعماقي رأسا على عقب ، شعرت بالتشاؤم من حالي ومن كل شيء .. لا شيء يستحق .. لا شيء مهم .
كأني اعزي نفسي بوداع بارقة الامل الذي اصبح في عداد الاموات وفارقت بقية اهدافي التي اصبحت بعيدة المنال .. وفكرت كثيرا وحزمت امري فلا بد أن اخلع عن نفسي رداء الاستسلام وان اتمرد على ذاتي السلبية ، فعذابي لا يحسه غيري ولا يشعر بعمقه سواي ولن يساعدني احد إلا نفسي .. يجب أن اتقبل واقعي وأواجهه برضا واجتاز العقبات بمهارة وأتحمل الهزات بصبر واقذف بآلام الماضي ، وأهمل هموم الحاضر وأقيد أشباح الحزن بأغلال من حديد وألقيها في البحر .. فعلي أن ابني حياتي بنفسي ولا أدمرها بيدي ، وبذلك اصدر قرار الإعدام على تشاؤمي واغتسل من آثاره وانسلخ بعيدا عنه .. اشعر كما لو أن الحياة بكل ما فيها توقفت وانتهت .. وليتها فعلا تتوقف ولا يأتي الغد المشؤوم ، رغم وعي الكامل وتأكدي التام بالصدمة بكل ما فيها من قسوة ومرارة وضياع ويأس .
إلى من تصله سطوري .. اقرأها وان سمحت لك الظروف اعد قراءتها واستشعر حجم معاناتي ومأساتي .

مررررررررة حلو بس ............

يسلموووووووو

وأنتي تسلمي يامي على مرورك

مشكوووووووور اخوي ..